الإتحاد الوطني الأزوادي
ثورة التّغيير والبناء والتّطوير
هل خدعتنا فرنسا للمرة الثانية !؟
*** *** ***
عندما خرجت فرنسا من أزواد 1960م ومنحت مالي الاستقلال
كان الشعب الأزوادي موعودا بدولة مستقلة شمال مالي أو بالحكم
الذاتي الموسع ،وهو الوعد الذي لم ير النور لعدم جدية فرنسا
وعدم إصرار الشعب الأزوادي على الاستقلال في حينه طمعا في
أن يتقبله الجسم الجديد والغريب الذي زرع فيه لقوة العاطفة الدينية
عند الشعب الأزوادي المحافظ،وإيمانه بأن رابطة الدين والعقيدة
التي تربطه بشعب مالي الجنوبي أقوى من رابطة الدم والنسب ،
ولهذا لم يكن من أولويات الشعب الأزوادي الاستقلال عن ما يسمى
مالي بعد استقلالها عن فرنسا مباشرة، ولم يكن شعبنا الطيب يعلم
أنه على موعد جديد في ممارسات التمييز العنصري والتهجير
والتجهيل والإبادة الجماعية ،وهو ما مارسته حكومات مالي
المتعاقبة ضد الأزواديين منذ استقلت عن فرنسا وإلى يومنا هذا ،
وحرمت مناطقنا بأية مقومات للحياة ، وما يوجد لدينا من بنية تحتية
بدائية من عهد الاستعمار الفرنسي !بل إنها منعت المنظمات
الخيرية الدولية من المساهمة في تنمية أزواد ..
وحدثت حركة تهجير لهذا الشعب من وطنه إلى بلاد الدنيا بسبب
أنواع القتل البطيء الذي مورست ضده ، وكان أكبر تواجد
لشعبنا على أرضه في ليبيا حيث كان النزوح إليها مبكرا
في الستينات والسبعينات، وإبان ثورة الشعب الليبي
ضد القذافي والتي كانت فرنسا أبرز الداعمين والداعين إليها..
أدركت الاستخبارات الفرنسية حجم كتائب الليبيين
من ذوي الأصول الأزوادية وأهمية دور المقاتلين
الأزواديين في حسم المعركة سريعا فأجرت اتصالات بينهم وبين
الناتو لتحييد تلك الكتائب ،وكان الاتفاق الضمني خروج تلك الكتائب
بما معها من عدة وعتاد وسلاح والمطالبة بحق تقرير المصير الذي
طالما نادى به الأزواديون في بلدهم وآخرهم الشهيد إبراهيم باهنغا
والحركة الوطنية لتحرير أزواد التي أميط اللثام عنها في 1/11/
2010م بالعاصمة الثقافية والتاريخية لأزواد مدينة تمبكتو،مقابل
الدعم اللوجستي من فرنسا والناتو بلزوم الحياد.. ولكن فرانسوا
هولاند فيما يظهر نكث عهد ساركوزي ،كما نكث شارل ديغول
بعهده للشعب الأزوادي قبل استقلال ما يسمى ( مالي ) ،وإيماننا
بالله ورهاننا على توفيقه ثم على إرادة شعبنا وصلابة عزيمته..
ويجب على فرنسا ومن لف لفها أن يفهموا أن الشعب الأزوادي بلغ
الرشد وفهم اللعبة القذرة في ازدواج المعايير الغربية ولم يعد
شعبنا يقبل بأنصاف الحلول أوالحلول التخديرية فشبابه حاليا باتوا
يدركون هدفهم جيدا وليس دون الاستقلال وتقرير المصير أية حياة
يمكن لأي أزوادي أن يتقبلها على ترابه الوطني فالتفهم فرنسا
وساحل العاج وبوركينا فاسو ومن معها من المجموعة الاقتصادية
لغرب أفريقيا الإكواس ذلك جيدا وعلى فرنسا خاصة أن تدرك أن
عصر لعب دور الخصم والحكم انتهى فإذا نكث هولاند عهد
ساركوزي للشعب الأزوادي فسوف يجعل شعبنا فرنسا والجزائر
في كفة واحدة ، ولن تتمتع فرنسا بأي دور في المسألة الأزوادية
كما الجزائر اليوم إلا عبر دور غير شرعي من خلال الجماعات
الإرهابية الوافدة أو بعض العملاء الذين مجّهم الشعب الأزوادي
وطلقهم بالثلاث،وليس عليهم إذا أرادوا الحقّ والإنصاف سوى
الدخول في شراكة حقيقية مع الممثل الشّرعي لشعبنا وهو الحركة
الوطنية لتحرير أزواد ودعم أهدافها ماديا وإعلاميا وعسكريا
ولوجستيا وسياسيا و الحركة هي من سيحرّر أزواد دون أن يطأه
جندي واحد من الدول الأجنبية إن شاء الله..
ولن يصح سوى هذا الخيار وعليهم الدخول فورا في مفاوضات
جدية من أجله وإلا فلا أحد يستطيع التّنبؤ بمآلات الأمُور في أزواد
بعد التدخل العسكري الذي تُدقُّ طبُوله اليوم ...!
وعلى شعبنا دائما أن يتذكر كم مرة خدعتنا فرنسا ..!!
*** *** ***
مع جزيل الشكر
الهيئة الثقافية
بقلم المناضل / العربي الأزوادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ...