ولسخرية القدر يعتبر 2013 عيد ميلاد لأول معركه قام بها المستعمر الفرنسي من أجل احتلال أزواد وللأسف يتكرر السيناريو نفسه اليوم بنفس الطريقه,فلول من الجيش السنغالي يسيرون في درب المستعمر الفرنسي (بوني و جوفر). وهذا السيناريو يعاد الآن من جديد في أرض أزواد.
وكما قام المستعمر بنفس التجاوزات التي قام بها في العقدين الاول والأخير والمتمثلة في قتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال وحتى الحيوانات بالأضافه الى حرقه للأرض ولم يترك شيئا مر به في دربه.
وكما أن المستعمر الفرنسي يقوم دائما بنفس النهج أو المبدأ الذي تم تطبيقه في أمريكا وهو فكرة إبادة الشعوب من أجل السيطره على أرضها.ولذالك نرى أنها اليوم تقوم بنفس الطريقه في باماكو و سيقو وكونا و سيفاري و سيربالا و ينو و جابلي و جورا وقاوا وتمبكتو وربما سيطبق في باقي المدن. وحسب المسموع أن الطائرات المحاربه للإرهاب لا تميز بين الإرهابي وغيره في الليل أو في النهار.
والجميع فقدوا ممتلكاتهم مع أنهم في الأصل فقراء وهم الآن في طريقهم إلى اللجوء لدول الجوار(شيوخ,نساء,أطفال), وهذه الحرب كسابقتها التي استمرت 30 سنه, ومن المفترض أن تتحمل فرنسا سلبيات ومسئولية كل ماجرى ومايجري في الحرب الأولى والثانيه لأنها هي من صنعتها وابتدأتها. و أكثر من 12 سنه والعالم كله يشهد بوجود القاعده في أزواد ولم تحرك الحكومه الماليه ساكنا لأنها معها في جميع نشاطاتها,وإذا كانت الحرب على الإرهاب والإرهابين فلا بد أن يتم كما ينبغي لا كما يتم الآن.
وقد حصلت الحكومه الماليه ورئيسها توماني توري على مساعدات دوليه من أجل القضاء على الإرهاب ولم تر أية نتيجة لتلك الأموال والتي أعطيت من أجل محاربة الإرهاب لماذا؟
فمنذ أبريل 2012 الحركه الوطنيه لتحرير أزواد تناشد العالم باسره بالتحرك من أجل محاربة الإرهاب, ولماذا هذا الصمت الدولي؟
والعالم كله يرى مايجري اليوم؟!
واليوم تحاول مالي والقوات الأفريقيه التي لم تحارب الإرهاب على الإطلاق القضاء ومحاربة الحركه الوطنيه لتحرير أزواد بحجة محاربة الإرهاب. والجزائر التي لم ولن تسمح باستخراج الثروات في أزواد لم تجد سوى زراعة الإرهاب والجرائم المنظمه في المنطقه.والحركه الوطنيه لتحرير أزواد التي أبدت نيتها في محاربة الإرهاب والجرائم المنظمه في إقليم أزواد سريعا ماتم القضاء عليها. والعالم كله يعرف اليوم من أين أتت هذه الصاعقه.
وفرنسا التي تصرخ بقوه وبصوت عال على أنها ليست مستعده لمساعدة مالي اليوم كشفت عن أجندة أاخرى وهي تدمير الحركه الوطنيه الأزواديه بحجة استرجاع سيادة التراب المالي,وهذا يتعدى قرارات مجلس الأمن والتي تتمثل في التسويه السياسيه للنزاع, قبل محاربة الإرهاب. والتخريب الذي قام ويقوم به الجيش المالي تحت غطاء الجيش الفرنسي لم يحرك ضمير المفكرين السياسيين لدى الحكومه الفرنسيه, مع كثرة الموتى من الأبرياء نتيجة القصف الجوي وسيل من اللاجئين إلى دول الجوار كل هذا لم يقم بإيقاظهم؟!
ومايجري الآن من قتل للمدنيين ذوي البشرة البيضاء واغتصاب النساء وانتهاك وتخريب أموال الناس من قبل الجيش المالي ومساعديه بالتعاون مع الجيش الفرنسي يذكرنا بالأحداث التى جرت في الآونه الاخيره في رواندا.
هل الطوارق يهددون مصالح فرنسا كما فعلت قبائل توتسي في رواندا؟
هل مشروع تهيئة الجيش المالي الممول من قبل الإتحاد الأوروبي لم يتأخر؟
والأحداث التي جرت في السنوات السابقة 60,90 كشفت عن حقيقة الجيش المالي حين قام بتنفيذ أوامر السياسيين الموجودين آنذاك وإلى الآن في أروقة الحكومه. وكل من أعطى أوامر بارتكاب جرائم إنسانيه في دولة مالي لايزالون في الطبقه العليا للحكومه السياسيه والجيش.
ورغم معرفة فرنسا والمجتمع الدولي حقيقة مايجري إلا أنهم يحاولون تسليم أزواد لمالي على طبق من ذهب, كما تحاول فرنسا أن تعيد كتابة تاريخ أزواد بظلم في السنوات الآتية كما كتبته في السنوات الماضيه 1893, 1916, 1960 .
بقلم حامه محمود.....وزير سابق في حكومة مالي
ومسئول العلاقات الخارجية في الحكومة الأزوادية الانتقالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ...