الثلاثاء، 26 فبراير 2013

فرنسا...ومستنقع الحملة العسكرية ضد مالي

مقابلة مع أبو بكر الأنصاري- رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي.
أجراها: فهيم الصوراني.
نص الحوار:
سؤال: السيد أبو بكر الأنصاري- رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي أرحب بك ضيفا على موجات إذاعة صوت روسيا من موسكو، ننقاش آخر تطورات الأوضاع في مالي والحملة العسكرية الفرنسية على هذا البلد، بداية زيارة أولاند إلى الهند من وجهة نظركم ما علاقتها بالحرب الدائرة الآن في المناطق الشمالية في مالي وما هي أهميتها بالنسبة لفرنسا لجهة مواجهة تداعيات هذه الحملة والتي بدأت تظهر تباعا على باريس؟
جواب: حتى تعلم أن هذه الحرب كان لها آثارا اقتصادية مدمرة الاقتصاد الفرنسين والإعلام الفرنسي يحاول أن يعتم على التداعيات الاقتصادية، لذلك من أسباب هذه الحرب أن الغرب يحاول دائما أن يفبرك تدخلات خارجية ويفبرك عداوات وهمية لكي يجرب أسلحته، هناك طائرات ميراج ورافال وغيرها من الطائرات التي تريد فرنسا بيعها إلى الهند ولدولة الإمارات ولغيرها من الدول التي تريد أن تشتريها لسلاح جوها، وهذه الطائرات يستخدمها أولاند في حربه، والآن يذهب إلى دولة الهند وإلى غيرها لكي يبيع هذه الطائرات التي أثبتت فعالياتها في تمزيق أشلاء الأزواديين العرب والطوارق في البوادي، وأنها فعلت فعلتها ضد الإرهابيين، وثانيا يعرف أن الهند تخوض حربا مع دولة انفصلت عنها بسبب الاختلاف بالدين والعرق والتي هي باكستان، وهو بالتالي يريد أن يأخذ منها الخبرة كيف تحتوي المسلمين الهنود داخل المجتمع الهندي من جهة وكيف كانت تنتصر على باكستان في حروبها بسبب كشمير وبسبب بنغلادش وغيرها، إذا الأهداف مشتركة منها ما هو اقتصادي وعسكري وخاص باستثمارات أجنبية هندية له في فرنسا منها ما هو عسكري مثل تسويق طائرات ميراج ورافال وغيرها من الطائرات على أنها أثبتت فعاليتها في الحرب، وأنت تعرف أن شركات السلاح هي دائما تقف وراء التدخلات الخارجية لكي تجرب جميع أنواع السلاح المستحدثة، وهي الىن تجرب صواريخ يقال أنها استخدمت في اليمن بواسطة طائرات بدون طيار، وايضا يقال أنها جربت في أفغانستان بطائرات بدون طيار، ويقال أنها جربت في ليبيا من قبل حلف الاطلسي، وشركات السلاح الفرنسية هي التي كانت وراء هذه الحرب من أجل أن تروج للطائرات التي باعاتها وتروج إلى أنه هناك طائرات ذات فاعلية جيدة، وهذا هو الهدف الرئيسي منها، اقتصادي وبيع طائرات إلى الهند لقمع المسلمين الهنود.
سؤال: يمكن رصد تراجع في مواقف بعض البلدان الإفريقية عن دعم الحملة العسكرية الفرنسية على شمال مالي، في أي سياق تضع هذا التراجع.
جواب: هذا السياق يأتي في تراجع بعض الممولين الحرب، هم وعدوا بتمويل بمليارات الدولارات والممولين لم يفوا بوعودهم، ففرنسا تركت لوحدها في هذه الحرب، حتى الولايات المتحدة دعمها ديكوري لها، فالرئيس أوباما الرئيس الأسود يريد أن يبين للسود أنه وفي له وأنه داعم لهم في حربهم ضد البيض، وأراد أن يقدم نفسه داعما لأولاند، وقف معارضا للكونغرس الأمريكي الذي تهيمن عليه اللوبيات الداعمة للطوارق، فاللوبي الأرمني واللوبي اللاتيني وحتى اللوبي اليهودي بسبب وجود يهود أمازيق المعارضين لهذه الحربن لذلك أراد أوباما أن يمسك العصا من الوسط متظاهرا بدعم أولاند حتى يظل محافظا على تاييد له، ومن جهة أخرى يكون هذا الدعم شكلي حتى لا يؤثر على علاقاته مع اللوبيات البيضاء كاللوبي الأرمني واللوبي اللاتيني واللوبي اليهودي الذي فيه يهود أمازيق والتي تتعاطف كلها مع الطوارق، لذلك أصبحت فرنسا وحيدة وأصبح الدعم الخارجي لها يتلاشى يوما بعد يوم، وأولاند يعاني اليوم من مشاكل داخلية، وهل عرف أن هناك فرنسي أحرق نفسه في إحدى المحافظات الفرنسية على طريقة البوعزيزي مما يعطي انطباعا بان هناك ربيعا أوروبيا ينطلق من باريس واثينا، كما انطلق الربيع من تونس والقاهرة ، وكل هذا بسبب تحول جيش أولاند ودخوله في حرب ولا يعرف أحد نتائجها، والآن يحاول أن يوقع بين العرب والطوارق لاختلاق معارك وهمية حتى يشغل الرأي العام الفرنسي مما يقوم فيه من جرائم في أزواد.
سؤال: بخصوص ملف حقوق الإنسان وانتهاكات حقوق الإنسان في مالي، هناك شبه إجماع لدى منظمات حقوق الإنسان العالمية والإقليمية على إدانة ما تقوم به سلطات مالي من تطهير عرقي ضد العرب والطوارق هناك ،ما تأثير ذلك على فرنسا؟
جواب: إن فرنسا قبل الحرب قامت بخطوتين استفزازيتين للعالم الإسلامي أولاها الرسم المسيء للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم التي قامت بها بعض الصحف الفرنسية وثانيا إقرار زواج المثليين الذي يعتبره المسلمون نوعا من الردة، لذلك وجدت فرنسا نفسها معزولة في العالم الإسلامي وعندما وجدت نفسها معزولة في العالم الإسلامي أرادت أن تلعب على الوتر العرقي بين البيض والسود، فأطلقت يد الماليين السود لكي يفعلوا ما يريدون بالعرب والطوارق، لكن منظمات حقوق الإنسان التي رفضت تلك الجرائم وأذاعتها عبر العالم أزعج ذلك فرنسا، ومما يزعج فرنسا أكثر أن اللوبيات المعارضة للحرب داخل الولايات المتحدة الأمريكية،مثل اللوبي اللاتيني واللوبي الأرمني واليهودي وغيرها تؤيد منظمات حقوق الإنسان وهو ما يزيد استفحالا على استفحاله. الآن أولاند يبحث عن مخرج له هنا وهناك ويقوم باتصالات إلى هنا وهناك. وهل تعرف أن وزير الدفاع الفرنسي ذهب إلى قطر لكي يبحث عن مخرج له ولكي يطلب من وسائل الإعلام العربية عدم تسليط الضوء على الانتهاكات التي يقوم بها في مالي حتى يجد مخرجا لفرنسا لأنه حتى في تركيا حلف الاطلسي رفض أن يساند فرنسا في هذه الحرب لأن هناك لوبيات تعارض هذه الحرب، وهناكتركيا الأطلسية تعارض هذه الحرب. أولاند اصبح الآن وحيدا في معركته ولم يعد يجد لنفسه أي مخرج، ومنظمات حقوق الإنسان فضحت فرنسا والمظاهرات دائمة في فرنسا.
سؤال: من أحد تداعيات هذه الحملة العسكرية الفرنسية على شمال مالي وتحركات جماهيرية في عدد من العواصم الأوروبية ولا سيما في باريس ولندن ضد الحملة العسكرية الفرنسية هناك برأيك من يقف وراء هذه التحركات ؟ الرأي العام الأوروبي أو الراي العام المحلي في هذه الدول أم الجاليات سواء العربية أو الطوارقية المتعاطفة مع قضية الشعب الازوادي.
جواب: أنت تعرف أن هذه الحرب أثارت الرأي العام، ولو تابعنا الصحافة العربية وما يكتب فيها سنجد أن تسعين بالمئة من الأقلام العربية تعادي هذه الحرب، فالجاليات العربية في باريس وفي لندن وكذلك الجاليات الأمازيغية وحتى كما قلت لك اللوبيات ترفض الحرب داخل الولايات المتحدة كاللوبي الأرمني واللاتيني واليهودي وغيرها تقف وراء هذه الحملات وتحرك الرأي العام الأوروبي ضد هذه الحرب حتى ترغم فرنسا على الاعتراف بحقوق الأزواديين والعرب الطوارق وترغمهم على الانسحاب، وتحاول مالي بالمقابل أن تقوم ببعض المسرحيات الهزيلة كأن ترسل بعض السماسرة من عملائها من الطوارق لكي يتوجهوا إلى بعض اللاجئين ويوقعوا وثائق وهمية تجعل من بعض الاقاليم أقاليما محايدة في هذه الحرب وهي أمور يرفضها الشعب الأزوادي. الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا وبريطانيا كلها تقف ضد الحرب وأضيف إليها الاقليات العرقية كالأقلية الأرمنية والأقلية التركية والأكراد وغيرها وأضيفت إليها اللوبيات الآنفة الذكر في الولايات المتحدة، وهذه كلها وقفت إلى جانب منظمات حقوق الإنسان لتسليط الضوء على التداعيات على التطهير العرقي الذي يقوم به الجيش المالي وتقف وراء الرأي العام الأوروبي لكي تؤلبه على الحرب التي يشعلها أولاند ضد أزواد وهذا كله يصب في نهاية المطاف في خسارة فرنسا على جميع الأصعدة والمستويات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ...