السبت، 16 فبراير 2013

شبح التنصير يهدد مالي بعد انتهاء العمليات العسكرية


شبح التنصير يهدد مالي بعد انتهاء العمليات العسكرية 06-02-2013  |  مركز التأصيل للدراسات والبحوث
قد بلغت القدرات المالية التي تملكها الكنيسة أرقاما مذهلة , فقد أنفقت المسيحية العالمية المنظمة في الثمانينات من القرن الماضي 145 بليون دولار , ويعمل في أجهزتها 4 مليون عامل متفرغ , وهي تدير 13000 مكتبة عامة , وتنشر 22000 مجلة بمختلف اللغات عبر العالم , وتنشر 4 بلايين نسخة من الكتب في العام الواحد , وتدير 1800 محطة تلفزيونية وإذاعية في العالم


أرسل الله تعالى عيسى عليه السلام رسولا إلى بني إسرائيل خاصة , كما أرسل من قبله كثيرا من الأنبياء والمرسلين إلى أقوامهم خاصة , ولم يبعث رسولا إلى الناس عامة إنسهم وجنهم إلا محمدا صلى الله عليه وسلم .
ومن يقرأ آيات القرآن يكتشف ذلك دون عناء , فجميع الآيات المتعلقة بعيسى عليه السلام كان النداء فيها خاص ببني إسرائيل ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) الصف/61 فالخطاب واضح وصريح أن عيسى ابن مريم رسولا إلى بني إسرائيل خاصة ( رسول الله إليكم ) والآيات في هذا الخصوص كثير واضحة , بينما خاطب الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) سبأ /34 ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء/21
ومع أن دعوة الإسلام رحمة للعالمين كما جاء في القرآن الكريم , ومع أن الله تعالى هو الذي اختار الإسلام ليكون دينه العالمي , ولم يختر اليهودية ولا النصرانية , إلا أن اليهود والنصارى قابلوها بالكراهية الشديدة وناصبوها العدء المستمر الدائم , من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا , يحملون النقمة في قلوبهم على اختيار الله عزوجل , والحقد والسوء على الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء الكون قال تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) البقرة/120
لقد حاول اليهود والنصارى القضاء على الإسلام والمسلمين عسكريا , فقامت الحروب الصليبية التي استمرت طوال قرنين من الزمان - القرن الحادي عشر والثاني عشر - ولكنهم فشلوا في ذلك أمام صلابة المسلمين وقوة عقيدتهم وإيمانهم فلجئوا عند ذلك إلى الحيلة والمكر والخديعة, من خلال إنشاء شبكات عالمية لتنصير المسلمين خاصة والناس عامة , رغم ان دينهم في الأصل ليس للناس كافة بل لبني إسرائيل خاصة.
التنصير كما عرفه العلماء: حركة دينية سياسية استعمارية , تهدف إلى نشر النصرانية بين الأمم والشعوب عامة وبين المسلمين خاصة , مقرونة بنبذ غيرها من الديانات الأخرى سماوية كانت أو غير سماوية , والاستمرار بذلك النشاط حتى نهاية الخليقة .
ويستند النصارى في التنصير على نصوص محرفة ينسبونها كذبا إلى الإنجيل والمسيح عليه السلام حيث يقول المسيح : ( فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس ) وقوله أيضا في إنجيل مرقس ( اذهبوا إلى العالم واركزوا بالإنجيل للخليقة كلها , فمن آمن واعتمد خلص , ومن لم يؤمن يدن )
استخدمت جميع السبل والأساليب لتنصير العالم الإسلامي , فبنيت المدارس والجامعات ورياض الاطفال في جميع بلاد المسلمين, ومنحت للمسلمين الفرص الدراسية الغالية في أحضان جامعات الغرب, وشيدت القرى الكاملة بكافة التجهيزات للأطفال البؤساء في العالم لتنصيرهم, وفي كل بلد عربي مركز خدمي اجتماعي للفقراء في الأزقة والحواري خاصة الطبية منها , علاوة على إنشاء النوادي الرياضية والثقافية ودور العجزة ومراكز الرعاية بالأيتام وغيرها من النشاطات الكثيرة التي دخلت في جميع المجالات.
ولكن الفرصة الذهبية التي لا تفوت شبكات ومؤسسات التنصير أبدا , ويعتبرونها من أعظم وأكبر مجالات عملهم ونشاطهم, هي الكوارث الطبيعية من فيضانات ومجاعات وزلازل وغيرها, وكذلك الحروب التي ينشأ عنها بطبيعة الحال اللاجئين والمنكوبين والجرحى, فتقوم شبكات التنصير بإرسال قوافل الإغاثة والمساعدات الغذائية , تتقدمها الإرساليات الطبية مدججة بالأدوية والمستشفيات المتنقلة , لتستغل الظروف الصعبة التي يعيشها المسلمون من فقر ومرض وعوز , لينشروا بينهم النصرانية , كأخبث وأبشع وسيلة لتحقيق أهدافهم.
وإذا كان المسلمون في كل مرة لا يتحركون إلا بعد وقوع المحذور – هذا إن تحركوا - كما حصل في العراق وسوريا وشمال السودان وغيرها الكثير, حيث قامت البعثات التنصيرية بنشر سمومهم بين صفوف المسلمين هناك , مستغلة الحروب والمآسي التي حصلت في هذه الدول , بتقدم المعونات والمساعدات للاجئين والمنكوبين , وتقدم معها النصرانية كدين بدليل عن الإسلام , فلا بد أن يتحركوا هذه المرة قبل فوات الآوان , فها هو أحد الباحثين يحذر وينبه إلى ما سوف يحصل بعد انتهاء العمليات العسكرية في مالي , والوقاية خير من العلاج كما يقال .
 لقد كشف الباحث السياسي بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية ( سيلا علاسان عمر ) أن الاحتلال الفرنسي لمالي سوف تتبعه انعكاسات سلبية على وضع الإسلام والمسلمين في غرب القارة الإفريقية .
وذكر الباحث أن الترتيب الطبيعي بعد انتهاء العمليات العسكرية الفرنسية والغربية , هو أن منظمات المجتمع المدني الفرنسية سوف تحضر بكثافة إلى الداخل المالي , لممارسة أنشطتها التي لا تفصل العمل الإغاثي عن الأهداف التنصيرية , وتوقع (عمر) أن تمارس المنظمات التنصيرية أعمالها شمال مالي , الذي سوف يحتاج حتما إلى العمل الإغاثي , محذرا الدول العربية المجاورة من التقصير في تقديم العون إلى أهالي مالي .
يذكر في هذا السياق أن المنظمات الإغاثية العربية ما زالت ضعيفة جدا إذا ما قورنت بمنظمات المجتمع المدني كما تسمى في الغرب , وبعيدا عن المساهمات الفردية أو الجمعيات الخيرية الإسلامية , ليس هناك وجود حقيقي فعال للمؤسسات الإغاثية العربية والإسلامية الكبرى كتلك الغربية التي تظهر بعد كل كارثة أو حرب أو مصيبة عالمية .
والحقيقة أن الأموال العربية والإسلامية المملوكة لأفراد أو مؤسسات أو دول , لم ترق إلى اليوم لفعل شيء في هذا المجال كما هو حاصل في الدول الغربية التي تشرف على عمليات التنصير في العالم بنفسها , باسم منظمات المجتمع المدني ولجان الإغاثة والمساعدات الإنسانية .
لقد بلغت القدرات المالية التي تملكها الكنيسة أرقاما مذهلة , فقد أنفقت المسيحية العالمية المنظمة في الثمانينات من القرن الماضي 145 بليون دولار , ويعمل في أجهزتها 4 مليون عامل متفرغ , وهي تدير 13000 مكتبة عامة , وتنشر 22000 مجلة بمختلف اللغات عبر العالم , وتنشر 4 بلايين نسخة من الكتب في العام الواحد , وتدير 1800 محطة تلفزيونية وإذاعية في العالم , كما أنها تهتم بالمنصرين العاملين لديها وبعائلاتهم بدءا بتأمين البيت والأثاث والصحة للمنصر وانتهاء بتعليم أولادهم وأسرهم في أرقى مدارس وجامعات العالم , بشكل لا يجعلهم يحتاجون لأي شيء, و يتفرغ المنصر تماما لعمله التنصيري .
فأين أموال المسلمين الكثيرة من الدعوة إلى الله تعالى وإلى دينه الإسلام ؟؟ التي لو أنفق جزء منها - مقارنة بالأرقام الخيالية المذكورة المنفقة على التنصير – لعم الإسلام البسيطة كلها , ولما رأيت شبكات التنصير تصول وتجول في العالم العربي والإسلامي لتخرج الناس من النور إلى الظلمات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ...