السبت، 23 فبراير 2013

عندما باع المتخاذلون شعب أزواد الكئيب ( عندها يُستطاب طعم الموت ) !!!

أَلا إنَّ طعمَ الموتِ يا صاحِ قد طابْ
وفاحتْ دماءٌ في بلادي بأطيابْ

وإنْ لذّ طعمُ الموتِ يوماً لشاربٍ
فلا خيرَ في عيشِ امرئٍ مثلَ أذنابْ

سلامٌ على (تمبكتُ) وهي جريحةُ
حرائرُها مهتوكةُ السترِ والبابْ

سلامٌ على طفلٍ بها غير قادرٍ
وشيخٍ تعرّى من قميصٍ وجلبابْ

سلامٌ على (تمبكتُ) وقتَ صَلاتِها
مآذنُها تبكي على كلّ محرابْ

سلامٌ على من حطّم القصفُ دارَهُ
وأشلاؤهُ في ساحة الدار تنسابْ

تطيشُ دِماهُ في الترابِ كأنها
غَمامُ خريفٍ سحَّ وَدقاً بتَصبابْ

سلامٌ على الأنصارِ أو أهل (إيزجتٍ)
وجيرانِ صدقٍ ضاربينَ بأطنابْ

سلامٌ عليهمْ مَن بِها من (بَرابِشٍ)
ومن (آلِ غنّامٍ) كرامٍ بألبابْ

سلامٌ على (الأشرافِ) فيها تغرّبوا
وشرّدَهمْ ظلمٌ بظُفرٍ وأنيابْ

سلامٌ عليها ساحةً ثمّ ساحةً
ومن عاشَ فيها آمناً غيرَ مرتابْ

لقد عاثَ في أسيادِها كلُّ أَسْوَدٍ
له قلبُ كلبٍ ذي سُعارٍ من الغابْ

سَكتُّمْ لأهل البغيِ حتى تكالبوا
وجاؤوكمو في جحفلٍ غيرِ هيّابْ

وهاهوَ فوق الأرضِ يلهبُ ظَهرَكمْ
سياطَ الأذى والخسفِ إذْ نجمكمْ غابْ

وصارتْ بلا حامٍ بليلٍ نساؤكمْ
وكمْ باعَ عبدٌ حرّةً بيعَ أسلابْ

تنامون في الليلِ الطويلِ بخوفِكمْ
وتغدونَ كالأنعامِ في دارِ قصّابْ

وصرتمْ شتاتاً يا (تماشقُ) كلّكمْ
ويا أهل (حسّانيّةٍ) قَرنكُمْ شابْ

وكنّا لكمْ ضيفاً وجاراً ووالداً
فكيفَ يُفرّي لحمَنا العبدُ بالنابْ

وكنتمْ تبيعون الزنوجَ نخاسةً
يداولهمْ منكمْ قطينٌ وجلاّبْ

فكيفَ إذنْ صرنا لهمْ كشراذمٍ
يقودوننا للقتلِ من غير أسبابْ

سلوا (أهلَ سوقٍ) والكرامَ (كناتةً)
ومِنْ (سِيدِعالي) أهل عِلمٍ بإطنابْ

متى جازَ يوماً أن تكونوا أذلّةً
تساقونَ كالأغنامِ سَوقاً كأسرابْ

عرفناكمو مِن قبلُ أُسْداً أشاوساً
(بني دُوَّدُوّا) لم تكونوا بأعيابْ

عرفناكمو يا (آلَ بادي) أعزةً
شماريخَ أهلَ الحربِ لستمْ بأخيابْ

عرفناكمو يا آل (إنتالّ) أنتمو
رماحُ الوغى لستمْ عليها بأغرابْ

وأين رجالٌ من قديمٍ أكفّهمْ
إذا لعبتْ بالسيفِ طارتْ بألبابْ

همُ السقفُ في كلّ الطوارقِِ مثلما
على الرأسِ تاجٌ يبهرُ العينَ خلاّبْ

وكنتمْ قديماً قبل دينِ محمدٍ
(برابرَ) لا تخشونَ مِن أيِّ إرهابْ

وأنتمْ بهذي الأرضِ من عهد آدمٍ
بنيهِ تناسلتمْ عليها بأصلابْ

وإنّا لكمْ أهلٌ وجارٌ وناصرٌ
ويحدو بنا ودٌّ وعهدٌ وأنسابْ

ضربنا بكمْ يوماً فما خابَ ضاربٌ
وكنا لكم يوماً سيوفاً بتَضرابْ

لبستمْ عماماتٍ من العزِّ نسجُها
ونحن لكمْ في محفلِ الفخرِ أثوابْ

فهلْ يستطيعُ الزنجُ مهما تكاثروا
علينا انتصاراً بعدَ دهرٍ وأحقابْ

أقيموا عليهمْ لا أبا لأبيهمو
من الحربِ ناقاً جَذْعةً ذاتَ أحزابْ

وشبّوا عليهمْ بالرصاصِ وألهبوا
مدائنَهم مِن نارِها أيَّ إلهابْ

وشنوا عليهمْ كرّةً بعد كرّةٍ
إلى أن يلاقوكمْ بِدُبْرٍ وأعقابْ

وشدّوا وثاقَ العبدِ حتى يرى الذي
يرى الظالم المهزومُ من غيرِ أوشابْ

أَلا إنَّ طعمَ الموتِ يا صاحِ قد طابْ
وفاحتْ دماءٌ في بلادي بأطيابْ

وإنْ لذّ طعمُ الموتِ يوماً لشاربٍ
فلا خيرَ في عيشِ امرئٍ مثلَ أذنابْ


الشاعر / أبو خزرج الأنصاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ...