الحدث الأزوادي – صفوان الأنصاري
لم يهدأ صوت السلاح ولغته في المناطق الأزوادية بعد، ففي قلب المنطقة المثقلة بالهموم مداهمات أخرى واعتقالات أخرى لاتتوقف
يصل الجيش المالي للمنطقة فتكبر احتمالات الموت، ويصير تدمير القرى أبسط النتائج .
فمنذ مطلع الأسبوع الماضي تجوب أرتال من سيارات الجيش المالي بلدات وقرى “أزواد” ، تنطلق من “قوسي” الواقعة على الطريق الرئيسي بين هومبري وغاوا، مرورا ببلدة “أجورا” و”تاملخت”، ووصولا إلى “تين تديني” الواقعة على الخط الرئيسي الرابط بين “قوسي” و “تغاروست”، ولايفوتهم المرور بـ”تغاروست” الواقعة على ضفاف نهر النيجر وتبعد 130كم شرق تمبكتو، وحتى “تكنكنت” جنوب “بمبا” لم تسلم منهم .
تعددت البلدات والقرى وأسلوب زيارات الجيش المالي واحدة..
يدهم الجيش البلدات ويعتقل عدة مدنيين من سكان المنطقة، ويقوم بإتلاف المؤن والأملاك والسيارات الخاصة، ويوجه الجيش لأهالي البلدات عبارات عنصرية ، كما يعتدي عليهم بالضرب والركل والعبث بكرامتهم وإطفاء أعقاب السجائر على وجوههم، الجيش يعيث في القرى فسادا وتنكيلا وقتلا وتعذيبا .
“أحميد” و”إين أبجي” و”أوفار” و”إيفيل” هي آبار يستقي منها الأزواديون الماء، يزورها الجيش لأنها مجامع الناس، يقوم باستهداف البيض فيحرق بعض ما يحملونه معهم، وبانتقائية عنصرية يحرق جوالين الماء التي يحملها البدو في “كاكاس”.
ويلاحظ المراقبون أن الجيش يهدف بعملياته المتعاقبة إلى تقليص عدد الأزواديين بمساندة من بعض الأزواديين “الفلان” والطوارق السود، وتقوم بتجنيد بعضهم في عصابات لاستهداف المناطق المجاورة لهم .
مالي منشغلة بالتنقل بين مؤتمرات الدعم الدولية والتخطيط لاستقدام جيوش أخرى والتهيؤ لانتخابات وهمية، فمالي فيما يبدو لاتقدم للأزواديين أمنا ولا غذاء ولا تطويرا ، لاتقدم لهم غير الإهمال والموت فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ...