الثلاثاء، 26 فبراير 2013

اليونيسيف تطالب بـ 45 مليون دولار لإنقاذ النساء والأطفال في مالي

اليونيسيف تطالب بـ 45 مليون دولار لإنقاذ النساء والأطفال في مالي

صحراء ميديا + وكالات


وجهت اليونيسيف نداء إلى المجموعة الدولية من أجل الحصول على ميزانية عاجلة تصل قيمتها إلى 45 مليون دولار لمساعدة النساء والأطفال الذين تضرروا من الأحداث التي تشهدها مالي، وفق ما أعلنه المتحدث باسم المنظمة الأممية. 
وأضاف المتحدث باسم المنظمة أنه بدون هذه الميزانية "ستكون اليونيسيف غير قادرة على متابعة أنشطتها الساعية إلى إنقاذ حياة النازحين"، ولتوفير الحاجيات الأساسية لهؤلاء النازحين طالبت اليونيسيف بـ45 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
ويوجد في مالي حوالي 250 ألف نازح من الشمال والوسط، إضافة إلى 170 ألف نازح آخر توجهوا إلى البلدان المجاورة، وخاصة موريتانيا والنيجر وبوركينافاسو. 
أما السكان الذين فضلوا البقاء في شمال مالي فإنهم يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على المساعدات الإنسانية، بسبب المعارك التي تشهدها المنطقة بين القوات الفرنسية والإفريقية من جهة، والمقاتلين الإسلاميين. 
ويعاني قرابة 450 ألف طفل في مالي من سوء التغذية البسيط، حسب تقديرات اليونيسيف، وأكثر من 210 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. 
وقد تضرر من الصراع الدائر في مالي حوالي 2.8 مليون شخصاً، من بينهم 250 ألف نزحوا داخل البلاد، بينما هنالك 170 ألف لاجئ خارج البلاد، فيما تأثر حوالي 700 ألف طفل في السن الدراسي.

"الإكواس" ترفع فاتورة حرب مالي إلى 950 مليون دولار

البعثة العسكرية الأفريقية إلى شمال مالي بصدد رفع عدد جنودها من 3300 جندي التي تم إقرار نشرها في البداية إلى 6 آلاف جندي.
  سيدي ولد عبد المالك- وكالة الأناضول للأنباء
طالب وزير خارجية ساحل العاج، شارل ديبي كوفي، المجتمع الدولي برصد مبلغ 950 مليون دولار لتمويل العمليات العسكرية في شمال مالي.
جاءت هذه المطالبة خلال اجتماع لوزراء منظمة تنمية دول غرب أفريقيا (الإكواس) الذي انتهى مساء أمس الإثنين في مدينة أبيدجان بساحل العاج.
وأوضح "كوفي" أن مبلغ الـ455 مليون دولار الذي تم الإعلان عنه قبل اندلاع العمليات العسكرية في يناير/كانون الثاني الماضي لتأمين احتياجات القوة العسكرية الأفريقية بمالي لم يعد كافيًا لإنجاح هذه المهمة، حسب المعطيات الميدانية.
وأقرّت القمة الأفريقية، التي انعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير/ كانون الثاني، مبلغ الـ 455 مليون دولار، وشارك في القمة الاتحادان الأفريقي والأوروبي وممثلون عن الأمم المتحدة.
وأشار كوفي إلى أن البعثة العسكرية الأفريقية إلى شمال مالي بصدد رفع عدد جنودها من 3300 جندي التي تم إقرار نشرها في البداية إلى 6 آلاف جندي. 
ويشارك عدد من الدولة الأفريقية بقواتها في العملية العسكرية التي بدأتها فرنسا في شمال مالي يناير/كانون الثاني الماضي لمساعدة الجيش المالي في طرد الحركات المسلحة التي تتنازع السيطرة على الشمال منذ أبريل/نيسان الماضي.

فرنسا...ومستنقع الحملة العسكرية ضد مالي

مقابلة مع أبو بكر الأنصاري- رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي.
أجراها: فهيم الصوراني.
نص الحوار:
سؤال: السيد أبو بكر الأنصاري- رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي أرحب بك ضيفا على موجات إذاعة صوت روسيا من موسكو، ننقاش آخر تطورات الأوضاع في مالي والحملة العسكرية الفرنسية على هذا البلد، بداية زيارة أولاند إلى الهند من وجهة نظركم ما علاقتها بالحرب الدائرة الآن في المناطق الشمالية في مالي وما هي أهميتها بالنسبة لفرنسا لجهة مواجهة تداعيات هذه الحملة والتي بدأت تظهر تباعا على باريس؟
جواب: حتى تعلم أن هذه الحرب كان لها آثارا اقتصادية مدمرة الاقتصاد الفرنسين والإعلام الفرنسي يحاول أن يعتم على التداعيات الاقتصادية، لذلك من أسباب هذه الحرب أن الغرب يحاول دائما أن يفبرك تدخلات خارجية ويفبرك عداوات وهمية لكي يجرب أسلحته، هناك طائرات ميراج ورافال وغيرها من الطائرات التي تريد فرنسا بيعها إلى الهند ولدولة الإمارات ولغيرها من الدول التي تريد أن تشتريها لسلاح جوها، وهذه الطائرات يستخدمها أولاند في حربه، والآن يذهب إلى دولة الهند وإلى غيرها لكي يبيع هذه الطائرات التي أثبتت فعالياتها في تمزيق أشلاء الأزواديين العرب والطوارق في البوادي، وأنها فعلت فعلتها ضد الإرهابيين، وثانيا يعرف أن الهند تخوض حربا مع دولة انفصلت عنها بسبب الاختلاف بالدين والعرق والتي هي باكستان، وهو بالتالي يريد أن يأخذ منها الخبرة كيف تحتوي المسلمين الهنود داخل المجتمع الهندي من جهة وكيف كانت تنتصر على باكستان في حروبها بسبب كشمير وبسبب بنغلادش وغيرها، إذا الأهداف مشتركة منها ما هو اقتصادي وعسكري وخاص باستثمارات أجنبية هندية له في فرنسا منها ما هو عسكري مثل تسويق طائرات ميراج ورافال وغيرها من الطائرات على أنها أثبتت فعاليتها في الحرب، وأنت تعرف أن شركات السلاح هي دائما تقف وراء التدخلات الخارجية لكي تجرب جميع أنواع السلاح المستحدثة، وهي الىن تجرب صواريخ يقال أنها استخدمت في اليمن بواسطة طائرات بدون طيار، وايضا يقال أنها جربت في أفغانستان بطائرات بدون طيار، ويقال أنها جربت في ليبيا من قبل حلف الاطلسي، وشركات السلاح الفرنسية هي التي كانت وراء هذه الحرب من أجل أن تروج للطائرات التي باعاتها وتروج إلى أنه هناك طائرات ذات فاعلية جيدة، وهذا هو الهدف الرئيسي منها، اقتصادي وبيع طائرات إلى الهند لقمع المسلمين الهنود.
سؤال: يمكن رصد تراجع في مواقف بعض البلدان الإفريقية عن دعم الحملة العسكرية الفرنسية على شمال مالي، في أي سياق تضع هذا التراجع.
جواب: هذا السياق يأتي في تراجع بعض الممولين الحرب، هم وعدوا بتمويل بمليارات الدولارات والممولين لم يفوا بوعودهم، ففرنسا تركت لوحدها في هذه الحرب، حتى الولايات المتحدة دعمها ديكوري لها، فالرئيس أوباما الرئيس الأسود يريد أن يبين للسود أنه وفي له وأنه داعم لهم في حربهم ضد البيض، وأراد أن يقدم نفسه داعما لأولاند، وقف معارضا للكونغرس الأمريكي الذي تهيمن عليه اللوبيات الداعمة للطوارق، فاللوبي الأرمني واللوبي اللاتيني وحتى اللوبي اليهودي بسبب وجود يهود أمازيق المعارضين لهذه الحربن لذلك أراد أوباما أن يمسك العصا من الوسط متظاهرا بدعم أولاند حتى يظل محافظا على تاييد له، ومن جهة أخرى يكون هذا الدعم شكلي حتى لا يؤثر على علاقاته مع اللوبيات البيضاء كاللوبي الأرمني واللوبي اللاتيني واللوبي اليهودي الذي فيه يهود أمازيق والتي تتعاطف كلها مع الطوارق، لذلك أصبحت فرنسا وحيدة وأصبح الدعم الخارجي لها يتلاشى يوما بعد يوم، وأولاند يعاني اليوم من مشاكل داخلية، وهل عرف أن هناك فرنسي أحرق نفسه في إحدى المحافظات الفرنسية على طريقة البوعزيزي مما يعطي انطباعا بان هناك ربيعا أوروبيا ينطلق من باريس واثينا، كما انطلق الربيع من تونس والقاهرة ، وكل هذا بسبب تحول جيش أولاند ودخوله في حرب ولا يعرف أحد نتائجها، والآن يحاول أن يوقع بين العرب والطوارق لاختلاق معارك وهمية حتى يشغل الرأي العام الفرنسي مما يقوم فيه من جرائم في أزواد.
سؤال: بخصوص ملف حقوق الإنسان وانتهاكات حقوق الإنسان في مالي، هناك شبه إجماع لدى منظمات حقوق الإنسان العالمية والإقليمية على إدانة ما تقوم به سلطات مالي من تطهير عرقي ضد العرب والطوارق هناك ،ما تأثير ذلك على فرنسا؟
جواب: إن فرنسا قبل الحرب قامت بخطوتين استفزازيتين للعالم الإسلامي أولاها الرسم المسيء للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم التي قامت بها بعض الصحف الفرنسية وثانيا إقرار زواج المثليين الذي يعتبره المسلمون نوعا من الردة، لذلك وجدت فرنسا نفسها معزولة في العالم الإسلامي وعندما وجدت نفسها معزولة في العالم الإسلامي أرادت أن تلعب على الوتر العرقي بين البيض والسود، فأطلقت يد الماليين السود لكي يفعلوا ما يريدون بالعرب والطوارق، لكن منظمات حقوق الإنسان التي رفضت تلك الجرائم وأذاعتها عبر العالم أزعج ذلك فرنسا، ومما يزعج فرنسا أكثر أن اللوبيات المعارضة للحرب داخل الولايات المتحدة الأمريكية،مثل اللوبي اللاتيني واللوبي الأرمني واليهودي وغيرها تؤيد منظمات حقوق الإنسان وهو ما يزيد استفحالا على استفحاله. الآن أولاند يبحث عن مخرج له هنا وهناك ويقوم باتصالات إلى هنا وهناك. وهل تعرف أن وزير الدفاع الفرنسي ذهب إلى قطر لكي يبحث عن مخرج له ولكي يطلب من وسائل الإعلام العربية عدم تسليط الضوء على الانتهاكات التي يقوم بها في مالي حتى يجد مخرجا لفرنسا لأنه حتى في تركيا حلف الاطلسي رفض أن يساند فرنسا في هذه الحرب لأن هناك لوبيات تعارض هذه الحرب، وهناكتركيا الأطلسية تعارض هذه الحرب. أولاند اصبح الآن وحيدا في معركته ولم يعد يجد لنفسه أي مخرج، ومنظمات حقوق الإنسان فضحت فرنسا والمظاهرات دائمة في فرنسا.
سؤال: من أحد تداعيات هذه الحملة العسكرية الفرنسية على شمال مالي وتحركات جماهيرية في عدد من العواصم الأوروبية ولا سيما في باريس ولندن ضد الحملة العسكرية الفرنسية هناك برأيك من يقف وراء هذه التحركات ؟ الرأي العام الأوروبي أو الراي العام المحلي في هذه الدول أم الجاليات سواء العربية أو الطوارقية المتعاطفة مع قضية الشعب الازوادي.
جواب: أنت تعرف أن هذه الحرب أثارت الرأي العام، ولو تابعنا الصحافة العربية وما يكتب فيها سنجد أن تسعين بالمئة من الأقلام العربية تعادي هذه الحرب، فالجاليات العربية في باريس وفي لندن وكذلك الجاليات الأمازيغية وحتى كما قلت لك اللوبيات ترفض الحرب داخل الولايات المتحدة كاللوبي الأرمني واللاتيني واليهودي وغيرها تقف وراء هذه الحملات وتحرك الرأي العام الأوروبي ضد هذه الحرب حتى ترغم فرنسا على الاعتراف بحقوق الأزواديين والعرب الطوارق وترغمهم على الانسحاب، وتحاول مالي بالمقابل أن تقوم ببعض المسرحيات الهزيلة كأن ترسل بعض السماسرة من عملائها من الطوارق لكي يتوجهوا إلى بعض اللاجئين ويوقعوا وثائق وهمية تجعل من بعض الاقاليم أقاليما محايدة في هذه الحرب وهي أمور يرفضها الشعب الأزوادي. الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا وبريطانيا كلها تقف ضد الحرب وأضيف إليها الاقليات العرقية كالأقلية الأرمنية والأقلية التركية والأكراد وغيرها وأضيفت إليها اللوبيات الآنفة الذكر في الولايات المتحدة، وهذه كلها وقفت إلى جانب منظمات حقوق الإنسان لتسليط الضوء على التداعيات على التطهير العرقي الذي يقوم به الجيش المالي وتقف وراء الرأي العام الأوروبي لكي تؤلبه على الحرب التي يشعلها أولاند ضد أزواد وهذا كله يصب في نهاية المطاف في خسارة فرنسا على جميع الأصعدة والمستويات.

الأحد، 24 فبراير 2013

الحركة الوطنية لتحرير أزواد تعلن في بيان لها موقفها من أحداث إين خليل وتحذر من دعاة الفتنة والطائفية

بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحركة :
 إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجهازها التنفيذي المجلس الانتقالي لدولة أزواد، يستنكران بشدة الهجوم الدنيء والجبان للحركات المتطرفة ومن يساندها صبيحة هذا اليوم 23 فبراير 2013م على مواقع تابعة للحركة الوطنية لتجرير أزواد في بلدة "إن خليل" الحدودية، وبهذا تجدد هذه الجماعات اعتداءاتها المتكررة على الحركة الوطنية، ساعية لإضعافها، وإفشال مشروعها ونهجها الوطني الجامع الشامل لكل أطياف أزواد.
علما بأن الحركة الوطنية وجدت نفسها في حرب مفتوحة مع هذه الجماعات المتطرفة منذ شهور قبل التدخل الفرنسي في الإقليم، وهو ما كانت تتوقعه أصلا إذ إن من أهداف الحركة استئصال هذه الجماعات وتطهير أزواد منها، وقد كان الاعتداء الأول 26 و27 يونيو 2012م على مقرات الحركة ومكاتبها الوطنية في "غاوا" من قبل ما يسمى بـ"حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" مدعومة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ثم تلا ذلك أن شن تحالف من هذه الجماعات هجوما آخر على مواقع الحركة في مدينة "منكا".
وتأتي العملية الانتحارية التي نفذها أحد الإرهابيين يوم 21 فبراير الجاري في "كيدال" حيث قام بتفجير سيارة مفخخة على محطة تزويد بالوقود، خلفت ضحايا من المدنيين العزل في إطار إستراتيجية جديدة لهذه الحركات تعتمد على العمليات الانتحارية، ثم تلا ذلك عمليتان انتحاريتان استهدفتا نقطة مراقبة تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد في بلدة "إن خليل" بعد ذلك بيوم واحد.
ولم تتوقف الاعتداءات بل أخذت منحا تصعيديا حيث قام تحالف من الإرهابيين صباح اليوم 23 فبراير الجاري بهجوم على بلدة "إن خليل" التي تسيطر عليها الحركة الوطنية، كاستمرار لعملياتهم الانتحارية، وشاركت فيه عشرات السيارات المحملة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، محاولة كما تقول السيطرة على البلدة، وقد تصدت لهم قوات الحركة الوطنية لتحرير أزواد الموجودة في عين المكان حيث تمكنت من صدهم عن البلدة وألحقت بهم خسائر معتبرة، حيث تم تدمير ثلاث آليات عسكرية، والاستيلاء على سيارتين في حالة سليمة، وأسر تسعة (9) أفراد من العناصر المعتدية، فيما فر الآخرون في اتجاه شمال غرب المنطقة، وأثناء عملية التحقيق مع الأسرى التسعة اعترف ثلاثة (3) منهم بانتمائهم لما يسمى بـ "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقياMUJAO" كما اعترف اثنان (2) آخران منهم بانتمائهم لحركة "أنصار الشريعة" المتطرفة، ومازال التحقيق جاريا مع بقية الأسرى.
وفي خضم هذه الأحداث، وهذه الأعمال الاعتدائية المتكررة تعلن الحركة الوطنية لتحرير أزواد للرأي العام الأزوادي خصوصا والدولي عموما أنها وجدت نفسها مضطرة ومجبورة على الاستمرار في تصديها للإرهاب في منطقة أزواد وترحب الحركة بالتعاون - في هذا الإطار - مع كل المجتمع الدولي ودول الإقليم المعنية بأمن وسلامة واستقرار الإقليم وساكنته، وذلك لتطهيره من كل أشكال الإرهاب والتطرف و"مافيا" المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
هذا وتؤكد الحركة أنها ستواصل تصديها وملاحقة الإرهابيين وحلفائهم دون هوادة بغض النظر عن انتماءاتهم الاثنية أو العرقية أو القبلية، وبعيدا عن أية اعتبارات جهوية، وستظل الحركة تناضل من أجل حرية وكرامة الشعب الأزوادي كافة، وستبقى مفتوحة لجميع الأزواديين.
ومن هنا تدعو الحركة الوطنية لتحرير أزواد بجميع أجهزتها التنظيمية (المجلس الاستشاري، والمجلس الثوري والمجلس الانتقالي، ومكاتبها الإقليمية، وممثليها في الداخل والخارج) كافة أطياف ومكونات الشعب الأزوادي الأبي إلى عدم الإصغاء إلى الدعايات المغرضة التي تطلقها من حين لآخر أبواق أعداء أزواد للنيل من وحدتنا الوطنية وزرع بذور الشقاق والفرقة بين مكونات شعبنا الأصيلة:( صنغاي، طوارق، عرب، فلان)، وتهيب الحركة بالجميع العمل بيد واحدة، وأن يكونوا على قلب رجل واحد للتصدي لأعداء كرامة وحرية الأزواديين، والحركة تعول على الشعب الأزوادي وشيوخه وعقلائه في التصدي للمغرضين وخفافيش الظلام التي تحاول بث سمومها لإضعاف شوكة الأزواديين.
حرر في كيدال، بتاريخ 23 فبراير 2013م

موسى أق الطاهر
الناطق باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد
وعضو المجلس الانتقالي لدولة أزواد بالمكلف بالإعلام

السبت، 23 فبراير 2013

تصفيات عرقية واعتقالات عشوائية وانتهاكات خطيرة ضد الأزواديين على يد الجيش المالي



مالي : انتهاكات لحقوق الانسان وعدم استقرار مقلق
 جريدة الدستور



جنيف - ا ف ب
صرح رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مالي والنيجر جان نيكولا مارتي ان الوضع في مالي «ليس مستقرا على الاطلاق»، بينما تحدثت الامم المتحدة عن «معلومات مروعة» في مجال حقوق الانسان في شمال البلاد. وقال الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ينس ليركي «في الشمال سمعنا تقارير مروعة تتحدث عن انتهاكات لحقوق الانسان وتجنيد الاطفال واعمال عنف جنسية متزايدة»، بدون ان يضيف اي تفاصيل.

من جهته، قال مندوب الصليب الاحمر في مالي انه «خلافا لما يتصوره البعض بعد استعادة الجيش الفرنسي والجيش المالي المدن الرئيسية، الوضع ليس مستقرا ولا هادئا». واضاف ان الهجمات الانتحارية يمكن ان تستمر «والوضع الحالي ليس ملائما لعودة السكان».



الحدث الأزوادي – متابعاتkonshoot
تظاهر عشرات العرب الأزواديين في نواكشوط؛ للتنديد بـ”الانتهاكات”، التي يرتكبها “عسكريون ماليون”، ضد أفراد من العرب في بلادهم المجاورة لموريتانيا.
وتجمع المتظاهرون أمس الخميس، أمام مقر برنامج الأمم المتحدة للتنمية في العاصمة الموريتانية، بدعوة من حركة “صرخة الاستغاثة”.
ودعا المتظاهرون الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إلى “وقف المجازر الوحشية” ضد العرب في إقليم أزواد، والتي حمّلوا الجيش المالي مسئوليتها.
ويُذكر أن الهجمات في إقليم أزواد “شمال مالي”، بدأت منذ يناير 2012 من قبل مجموعات مسلحة مختلفة من المتمردين الطوارق وإسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة، فر مئات الآلاف من بلادهم، ولجأ الآلاف منهم إلى موريتانيا.

عندما باع المتخاذلون شعب أزواد الكئيب ( عندها يُستطاب طعم الموت ) !!!

أَلا إنَّ طعمَ الموتِ يا صاحِ قد طابْ
وفاحتْ دماءٌ في بلادي بأطيابْ

وإنْ لذّ طعمُ الموتِ يوماً لشاربٍ
فلا خيرَ في عيشِ امرئٍ مثلَ أذنابْ

سلامٌ على (تمبكتُ) وهي جريحةُ
حرائرُها مهتوكةُ السترِ والبابْ

سلامٌ على طفلٍ بها غير قادرٍ
وشيخٍ تعرّى من قميصٍ وجلبابْ

سلامٌ على (تمبكتُ) وقتَ صَلاتِها
مآذنُها تبكي على كلّ محرابْ

سلامٌ على من حطّم القصفُ دارَهُ
وأشلاؤهُ في ساحة الدار تنسابْ

تطيشُ دِماهُ في الترابِ كأنها
غَمامُ خريفٍ سحَّ وَدقاً بتَصبابْ

سلامٌ على الأنصارِ أو أهل (إيزجتٍ)
وجيرانِ صدقٍ ضاربينَ بأطنابْ

سلامٌ عليهمْ مَن بِها من (بَرابِشٍ)
ومن (آلِ غنّامٍ) كرامٍ بألبابْ

سلامٌ على (الأشرافِ) فيها تغرّبوا
وشرّدَهمْ ظلمٌ بظُفرٍ وأنيابْ

سلامٌ عليها ساحةً ثمّ ساحةً
ومن عاشَ فيها آمناً غيرَ مرتابْ

لقد عاثَ في أسيادِها كلُّ أَسْوَدٍ
له قلبُ كلبٍ ذي سُعارٍ من الغابْ

سَكتُّمْ لأهل البغيِ حتى تكالبوا
وجاؤوكمو في جحفلٍ غيرِ هيّابْ

وهاهوَ فوق الأرضِ يلهبُ ظَهرَكمْ
سياطَ الأذى والخسفِ إذْ نجمكمْ غابْ

وصارتْ بلا حامٍ بليلٍ نساؤكمْ
وكمْ باعَ عبدٌ حرّةً بيعَ أسلابْ

تنامون في الليلِ الطويلِ بخوفِكمْ
وتغدونَ كالأنعامِ في دارِ قصّابْ

وصرتمْ شتاتاً يا (تماشقُ) كلّكمْ
ويا أهل (حسّانيّةٍ) قَرنكُمْ شابْ

وكنّا لكمْ ضيفاً وجاراً ووالداً
فكيفَ يُفرّي لحمَنا العبدُ بالنابْ

وكنتمْ تبيعون الزنوجَ نخاسةً
يداولهمْ منكمْ قطينٌ وجلاّبْ

فكيفَ إذنْ صرنا لهمْ كشراذمٍ
يقودوننا للقتلِ من غير أسبابْ

سلوا (أهلَ سوقٍ) والكرامَ (كناتةً)
ومِنْ (سِيدِعالي) أهل عِلمٍ بإطنابْ

متى جازَ يوماً أن تكونوا أذلّةً
تساقونَ كالأغنامِ سَوقاً كأسرابْ

عرفناكمو مِن قبلُ أُسْداً أشاوساً
(بني دُوَّدُوّا) لم تكونوا بأعيابْ

عرفناكمو يا (آلَ بادي) أعزةً
شماريخَ أهلَ الحربِ لستمْ بأخيابْ

عرفناكمو يا آل (إنتالّ) أنتمو
رماحُ الوغى لستمْ عليها بأغرابْ

وأين رجالٌ من قديمٍ أكفّهمْ
إذا لعبتْ بالسيفِ طارتْ بألبابْ

همُ السقفُ في كلّ الطوارقِِ مثلما
على الرأسِ تاجٌ يبهرُ العينَ خلاّبْ

وكنتمْ قديماً قبل دينِ محمدٍ
(برابرَ) لا تخشونَ مِن أيِّ إرهابْ

وأنتمْ بهذي الأرضِ من عهد آدمٍ
بنيهِ تناسلتمْ عليها بأصلابْ

وإنّا لكمْ أهلٌ وجارٌ وناصرٌ
ويحدو بنا ودٌّ وعهدٌ وأنسابْ

ضربنا بكمْ يوماً فما خابَ ضاربٌ
وكنا لكم يوماً سيوفاً بتَضرابْ

لبستمْ عماماتٍ من العزِّ نسجُها
ونحن لكمْ في محفلِ الفخرِ أثوابْ

فهلْ يستطيعُ الزنجُ مهما تكاثروا
علينا انتصاراً بعدَ دهرٍ وأحقابْ

أقيموا عليهمْ لا أبا لأبيهمو
من الحربِ ناقاً جَذْعةً ذاتَ أحزابْ

وشبّوا عليهمْ بالرصاصِ وألهبوا
مدائنَهم مِن نارِها أيَّ إلهابْ

وشنوا عليهمْ كرّةً بعد كرّةٍ
إلى أن يلاقوكمْ بِدُبْرٍ وأعقابْ

وشدّوا وثاقَ العبدِ حتى يرى الذي
يرى الظالم المهزومُ من غيرِ أوشابْ

أَلا إنَّ طعمَ الموتِ يا صاحِ قد طابْ
وفاحتْ دماءٌ في بلادي بأطيابْ

وإنْ لذّ طعمُ الموتِ يوماً لشاربٍ
فلا خيرَ في عيشِ امرئٍ مثلَ أذنابْ


الشاعر / أبو خزرج الأنصاري

الخميس، 21 فبراير 2013

جهات أجنبية تسعى للإيقاع بين عرب أزواد وإخوتهم الطوارق

الشرق الأوسط /عرب أزواد يتعرضون للنهب في إين خليل والحركة الوطنية لتحرير أزواد تنفي أية صلة لها بما يحدث هناك..
نواكشوط: الشيخ محمد 
في ظل ارتفاع مستوى التنسيق بين المقاتلين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد والقوات الفرنسية والأفريقية، خاصة بعد شروع هذه القوات في اقتحام جبال إيفوغاس، حيث يتحصن المقاتلون الإسلاميون، وجهت الحركة العربية الأزوادية اتهامات إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد بارتكاب جرائم فظيعة في حق المجموعة العربية في منطقة الخليل، في أقصى الشمال المالي قرب الحدود مع الجزائر، وهو ما نفته الأخيرة معتبرة أن هنالك جهات أجنبية هي مصدر هذه الاتهامات.
وقال محمد مولود رمضان، المسؤول الإعلامي في الحركة العربية الأزوادية، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد قاموا بنهب ممتلكات العرب وهتك أعراضهم واغتصاب النساء»، مؤكدا أن «نسوة من العرب يرقدن في المستشفيات الجزائرية بعد أن اغتصبن من طرف مقاتلين طوارق».
وأضاف رمضان، الذي يقيم في الجزائر، أن «الحركة الوطنية لتحرير أزواد تسعى نحو حرب أهلية في شمال مالي بين العرب والطوارق، وعليها أن تتحمل مسؤولية ذلك»، مشيرا إلى أنهم في الحركة العربية الأزوادية مستعدون لجميع الاحتمالات، وسيدافعون عن أنفسهم بكل ما أوتوا من قوة.
وقال المسؤول الإعلامي في الحركة العربية الأزوادية: «لقد بذلنا جهدا كبيرا للتفاهم مع الحركة الوطنية، وذلك في إطار سعينا نحو السلام في شمال مالي، ذلك السعي الذي جعلنا نفر من الجماعات الإرهابية، ونرفض التعامل معها، ولكننا لن نقبل الظلم من طرف مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد».
وكانت الحركة العربية الأزوادية قد تشكلت العام الماضي إثر اجتماع حاشد عقده وجهاء ومقاتلون من عرب مالي في منطقة انبيكت لحواش، شرقي موريتانيا، أعلنوا خلاله تشكيل الحركة ورفض الانفصال عن مالي، ودعوا إلى دعمهم من أجل مكافحة المجموعات الإرهابية التي كانت تسيطر آنذاك على شمال مالي.
في هذه الأثناء، نفت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أن يكون مقاتلوها قد ارتكبوا أي جرائم مهما كانت طبيعتها في حق المجموعة العربية في منطقة الخليل، حيث نفت نينا ولات إنتالا، ممثلة الحركة الوطنية لتحرير أزواد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وقوع أي جرائم في حق العرب في منطقة الخليل. وقالت إنتالا: «إنني أتابع شخصيا ما يجري في منطقة الخليل، وكل ما يروج له البعض من استهداف العرب في المنطقة من طرف الحركة الوطنية لتحرير أزواد، هو مجرد أكاذيب وادعاءات لا أساس لها؛ لم يقتل أي شخص عربي، ويمكن التأكد من كلامي بالاتصال بالعرب المقيمين في الخليل».
وأشارت إلى أن ما يحدث هو «تدخل بعض الدول المجاورة لإحداث شرخ بين العرب والطوارق، ونحن في الحركة الوطنية لتحرير أزواد لن نسقط في هذا الفخ. فالعرب إخوتنا، ولا أظن أن هنالك جرائم ارتكبت من طرف الحركة الوطنية ضدهم».
وذكرت إنتالا، في السياق نفسه، أن مقاتلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد «أوقفوا منذ أيام سيارات تابعة لحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، ومهربي المخدرات؛ وبالفعل تم الحديث عن هذا.. ولكن الحركة الوطنية لم تقتل عربيا واحدا.. هذا غير صحيح ويمكن التأكد من ذلك على الأرض»، وقالت إنتالا: «نحن نسعى جادين نحو تفادي ما تقوم به دول أجنبية من تحريك بعض أهل الشمال لخلق مشكلة بين الطوارق والعرب، في حين يمثل العرب والطوارق مجموعة واحدة.. فالعرب إخوتنا».

الاثنين، 18 فبراير 2013

جمعيات تنصيرية تبيع أطفال أزواد بغطاء إنساني وتهربهم لعائلات تتبناهم

arton8054أوقفت وزارة الداخلية نشاط جمعيات تنصيرية أمريكية في ولاية تمنراست، بعد أن أثبتت التحريات أنها تعمل على نشر المسيحية وسط اللاجئين الأزواديين ومواطنين جزائريين.
وحسب صحيفة “الخبر الجزائرية” طلبت وزارة الداخلية من ولاة أقصى الجنوب التدقيق في نشاطات جمعيات أجنبية تنشط في مجال التبشير، بعد أن بيّنت تحريات أمنية في تمنراست، مؤخرا، مع لاجئين من أزواد، اشتباه قيامهم ببيع أطفالهم لشبكة دولية تتعامل مع أطراف أجنبية ترغب في تبنّي أطفال رضع.
وقال مصدر على صلة بالقضية إن ما لا يقل عن 20 طفلا لا يتعدى عمر أكبرهم 6 سنوات، تم تهريبهم عبر الجزائر ثم تونس إلى عدة دول غربية. وتشير المعلومات التي بحوزة ”الخبر” إلى أن الأسر التي باعت أطفالها تقاضت مبالغ لا تتعدى 1000 أورو، مقابل التخلي نهائيا عن أطفالها.
ويعتقد المحققون أن الأمر يتعلق بشبكة متعددة الجنسيات، تنشط في عدة دول إفريقية وتدار من الولايات المتحدة الأمريكية لصالح منظمات تنصير مسيحية بروتستانتية، قامت، خلال العام 2012، بتهريب أطفال من أسر فارة من الحرب في أزواد إلى أوروبا والولايات المتحدة، بغرض تنصيرهم.
وقال مصدر محلي من تمنراست لـ”الخبر”، إن التحريات التي باشرتها مصالح الأمن محليا، أكدت أن شخصين على الأقل، أحدهما مغربي الأصل يحمل الجنسية الهولندية، تورطا في تهريب أطفال من مخيم اللاجئين في تينزاواتين قرب حدود أزواد ونقلهم إلى تونس ومنها إلى دول غربية عدة، لتتبناهم أسر في الولايات المتحدة الأمريكية، كندا وألمانيا وبريطانيا.
وكانت وزارة الخارجية رفضت طلبا تقدمت به جمعية ”ويست أسمبلي” التبشيرية لمساعدة لاجئين أزواديين في الجزائر، حيث تعدّ هذه الجمعية التي تضم مسيحيين متعصبين من كندا، أستراليا ونيوزيلندا وأمريكا ويقع مقرها في مدينة بوسطن، من أهم الجمعيات التي تنشط في التنصير والدعوة إلى اعتناق البروتستانتية الإنجيلية في إفريقيا وآسيا.
جزائريون تحت المجهر
وتتحرى مصالح الأمن في شبهة تعاون مواطنين جزائريين مع هذه الجمعية التبشيرية الأمريكية منذ شهر جوان 2012، حيث وزع جزائريون مساعدات موّلتها جمعيتان من أمريكا لمساعدة اللاجئين الأزواديين، كما تشتبه حول تمويل جمعيات وهيئات أوروبية وأمريكية تبشيرية وذات توجه سياسي موالٍ لإسرائيل، لجمعيات ونشاطات إنسانية في أقصى الجنوب.
وحسب مصدر مطلع، فإن جمعيات أمريكية أهمها ”وورلد وارنتي”، شاركت، قبل سنوات، في تمويل مشاريع تتعلق بتكوين أشخاص ينتمون للأقليات في كردستان العراق، وجمعيات أوروبية في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا ذات نشاط تبشيري، اقترحت تمويل مشاريع في عدة مناطق في أقصى الجنوب الجزائري، وتخص تمويل نشاطات ثقافية واجتماعية وبيئية .

"أوراق" عن أژواد/ الثالثة/ النهج الاشتراكي: رفض في مالي وثورة في أزواد

الأحد, 01 يوليو 2012 14:01
بقلم/ السفير والوزير السابق محمد محمود ولد ودادي
فشل اتحاد مالي وإعلان الاستقلال
في 4 إبريل 1959 حدث تطور مهم هو قيام اتحاد باسم مالي بين سنغال والسودان وحدهما، بينما كان الطموح ضم مستعمرات فرنسا في الغرب الإفريقي، التي قبل البعض من زعمائها الفكرة في مؤتمر بماكو من العام نفسه، كفلتا العليا وداهومى، بينما رفضتها موريتانيا
 لأسباب وجيهة، تتعلق بتركيبتها السكانية وموقعها الجغرافي الذي يحتم عليها مراعاة التوازن في علاقاتها بشمال إفريقيا وغربها، وهو المنطق الذي أقنع به المختار بن داداه حليفه وصديقه سيد المختار بن يحيى انچاي، مما جر عليه غضب قادة الدولة الجديدة.  أما هوفويت بوانيى فكان ضد الفكرة أصلا، مما حدا بواغدڴو وكوتونو إلى التراجع باكرا عن موقفيهما، ويكونان مع أبدجان ونيامى مجموعة دول الوفاق. وقد أعلن استقلال الدولة الجديدة في 20 يونيه 1960، لكن عقدها أنفرط أقل من شهرين بعد ذلك، وأعلنت سنغال الانفصال، وأبعدت موديبو كيتا بطريقة مذلة، وكذلك الوزراء السودانيين في الحكومة الاتحادية والضباط وكبار الموظفين بالقطار إلى بماكو، يوم 21 أغشت، ثم يعلن استقلال السودان من جديد في 20 شتنبر 1960، باسم مالي. 
  لم يكن في أژواد أي أثر للاحتفال بهذه المناسبة، لأن الغالبية تعيش في عالمها المنعزل، أما القلة المتابعة للأحداث من الوجهاء فكان صدمة لهم، لأنهم كانوا يتوقعون إقامة المنظمة المشتركة للمناطق الصحراوية التي مُنّوا بالانضمام إليها والانفصال عن السودان، لتتحقق مطالبهم الوطنية في دولة خاصة بطوارق الصحراء الكبرى والمجموعات المهمشة ذات الأصول الأمازيغية في شمال تشاد.
  ومما يؤكد الاتهامات لفرنسا بأن مشروعها بتكوين موطن للأقليات الأمازيغية في الصحراء لم يكن إلا للإبقاء على الجزء الأكبر من الجزائر، كونها لم تحرك ساكنا خلال فترة الاحتلال، لتنصف تلك الأقليات وتعتني بأقاليمها التي تشكل أحيانا مساحاتها الجغرافية أغلبية أراضي الدول المعنية كأژواد، الذي ظل مربوطا بالسودان، لا يتمتع بما للأقاليم الأخرى من حظوة في التنمية والخدمات، ولا هو إقليم متميز بحكم إداري يضمن له تسيير شؤونه الذاتية، ويراعي خصوصياته الجغرافية والثقافية ونمط عيشه، ويعتني بتنمية موارده.
وفور قيام الدولة الجديدة تنمرت على أهل أژواد، في سعي واضح لتقتل في وجدانهم أي أمل في التميز عن بقية أقاليمها؛ فشددت قبضتها على الأرض والسكان، واستهدفت خصوصيتهم الثقافية، فشرعت في محاربة اللغة العربية، بمنع أي دعم حكومي لتعليمها في المدارس الرسمية، وضايقت المدارس الأهلية من كتاتيب ومحاظر، حتى التي تتمتع بشهرة إقليمية في جوامع ومساجد تنبكتو وڴاوو، أو في المراكز والبوادي، وبذلك كانت الحارس الأمين لمشروع فرنسا بالقضاء على اللغة العربية والحرف العربي، الذي كان أحد ركائز السياسة الفرنسية في مستعمراتها ، وكان ذلك سببا رئيسيا في التنافر بين السكان والأجناس الذين وحدهم على مدى التاريخ الإسلام واللغة العربية وحرفها. وقد ألغت السلطات الرسمية اسم أژواد من الأدبيات الإدارية والسياسية، ووزعت الإقليم إلى ولايتين ثم ثلاث، أسماؤها أرقام متسلسلة.
   
موديبو كيتا يستعرض شباب حزبه
أصبح تطبيق القرارات التي اتخذها المؤتمر الطارئ لحزب الاتحاد السوداني الحاكم نهاية 1960 باعتماد الاشتراكية نهجا سياسيا، فتشكلت فورا شركات عمومية تسيطر على الاقتصاد والتجارة، فهيمنت الدولة على كل الأنشطة الاقتصادية من زراعة وتجارة وتنمية ماشية.

وشرعت في تطبيق ذلك على البدو الرحل، فعبأت موظفي الإدارة المحلية وشباب الحزب لجمع مخيماتهم في أماكن قريبة من المراكز الحضرية، لتسجل في دواوينها المواشي وملاكها، بعد أن كان الأمر في العهد الفرنسي مجرد إقرار المالك بجزء يسير من مواشيه، يدفع عنه العشر، وتبع ذلك قرار أكثر غباءً، وهو إخضاع تجارة الماشية مع الدول المجاورة، وحتى مع بعض ولايات مالي الأخرى، لأذون خاصة، تحدد عددها ونوعها.
  وقد ظهرت على الفور معارضة بعض السياسيين والتجار والمزارعين لهذا النهج، ومن أبرزهم زعيما حزبين صغيرين يرأسهما اثنان من الزعماء السياسيين هما فيلي دابو سيسوكو، وحمادون ديكو، والتاجر قاسٌم تورى مما أدى بهم إلى الاعتقال، ثم الاغتيال، واشتد القمع مع اتساع المعارضة ليشمل التجار والمزارعين والمنمين، في مالي كلها، وكان لأژواد نصيبه، حيث تمت مضايقة تجار تنبكتو المنتشرين في المدن الرئيسية المالية، قبل أن تؤمم ممتلكاتهم أو تخضع للرقابة.
  وما أن حلت سنة 1963 حتى وصل أژواد ما حل بمالي الأخرى، من خنق للحريات السياسية والكساد الاقتصادي، وتدهور أوضاع البادية التي زادها حدة شح الأمطار الذي كان مقدمة لموجات الجفاف التي ضربت أژواد ومعظم مناطق الساحل والصحراء، مع تبخر مشروع المناطق الصحراوية نهائيا بعدما سكّن الخواطر فترة من الزمن، واستقلت دول الساحل ضمن حدودها الموروثة عن الاستعمار، وبسطت الجزائر سيادتها على صحرائها الشاسعة.

وقد عبر عن حالة اليأس هذه بعض الزعماء الأژواديين الذين خاضوا معركة حصول أژواد على وضع سياسي وإداري يخرجه من محنته، ويضمن للسكان كل حقوقهم، معتبرين أن فرنسا قد خانتهم. وكان أبرز تلك الشخصيات محمد آعْلي بن الطاهر الأنصاري، وهو شخصية سياسية من الطراز الأول، ينتمي إلى قبيلة كلنصر، كرّس حياته لقضيته، فزار مع موريتانيا بعض الدول العربية، مثل الجزائر والمغرب وليبيا ومصر والسعودية، والتقى بزعمائها، مناشدا إياهم دعمه في حق أژواد في الخروج من قبضة الحكم المالي المتشدد، لكنه اصطدم بجدار من التحفظ والخوف لدى الأقربين، وجهل عرب المشرق بالقارة الإفريقية البعيدة عن مجالهم التقليدي كالسودان والحبشة وما جاورها .
ثورة في أزواد وقمع وحشي 

نتيجة للحالة المأسوية في الإقليم انطلقت احتجاجات عديدة في المدن والبوادي شارك فيها شباب ورجال، فواجهتها السلطات بالقمع والاعتقال الذي لاقوا فيه أنواع التنكيل، ولم تجد شفاعة رؤساء القبائل والوجهاء، لإطلاق سراحهم بل نقلوا إلى سجن كيدال سيئ الصيت، ليجدوا أمامهم معتقلين من سياسيي مالي البارزين، المعارضين للنظام، فعم الغضب ربوع أژواد، واندلعت ثورة 1963 التي قادها الطوارق، وخاصة أبناء قبيلة إفوُقاس المعروفة بقوة الشكيمة ورفض الضيم، وكان أحد رموزها انتالّه آڴ الطاهر سليل إحدى أهم أسرهم، فسيطروا على حاميات معظم مناطق الشمال الشرقي ذات التضاريس الجغرافية الوعرة كآدرار إفوقاس، وتلك الموجودة في الشمال الغربي من بوجبيه نحو تاودني حتى الحدود الجزائرية. وقد لقيت الثورة تعاطفا كبيرا من جميع السكان من طوارق وعرب، فانضمت إليها أعداد مهمة من الشباب، وأنهكوا خلال أشهر قليلة القوات المالية، باعتمادهم تكتيكات حرب العصابات، التي أبدعوا فيها، معتمدين على معرفتهم الجيدة للأرض وتعاطف السكان بشتى طوائفهم.
  واعتبر موديبو كيتا أن هدف ثورة أژواد هو انفصال الإقليم، بدعم من الخارج، لأسباب عنصرية أو لزعزعة النظام، فاعتبر من واجبه سحقها بدون هوادة، مما جعل المؤرخين يعتبرونها أكثر قسوة من تلك التي شنها الفرنسيون على مجاهدي المنطقة إبان احتلالها في القرن 19.

وعلى الفور عبّأ موارد البلاد المالية، وشكل كتيبة تضم الوحدات المقاتلة الأساسية التي تركتها فرنسا وعلى رأسها القوات المحمولة (المظلات) التي صارت أفضل كتيبة ضمن جيش الدولة الوليدة، وقد أبلت بلاء حسنا في الكونغو عندما أُرسلت إليه سنة 1961 ضمن قوات الأمم المتحدة، رغم أنها فشلت في حماية پاتريس لومبا أحد قادة الاتجاه الثوري الاشتراكي الإفريقي، الذي ينتمي إليه موديبو كيتا.
  وقد تولى قيادة هذه القوة النقيب "بازاني" وهو ضابط شاب انخرط باكرا في قوات النخبة الفرنسية، وشارك سنوات عدة في حرب الجزائر ضد المجاهدين، حيث اعتبرته فرنسا من الأبطال ومنحته أرفع وسام للشجاعة، كما أنه يتمتع بخبرة كبيرة في القتال بالمناطق الجبلية والصحراوية مسرح تحركه الجديد؛ وقد اختار معه في قيادته مجموعة من الضباط وصف الضباط والجنود الذين خبرهم في القوات الفرنسية ثم في الكونغو، والذين لا يعصون له أمرا، وأُعْطي جميع الصلاحيات، بحيث لا يعود في قراراته إلى رئيس أركان الجيش ولا إلى وزير الدفاع، مما شكل سابقة قوبلت بتذمر من المؤسسة العسكرية .
  وكان أول قرار يتخذه القائد الجديد الذي تسمى بأسد الصحراء عزل المنطقة الشمالية التي تجري فيها العمليات بخط وهمي اعتبره أحمر، يلامس دشرة كيدال، ويمتد ف الجنوب الشرقي حتى حدود النيجر، وفي الشمال الغربي حتى حدود الجزائر وموريتانيا، وأمر السكان الرحل بإخلاء هذا الحيز خلال شهرين، والاستقرار جنوبه؛ ودخل في معارك طاحنة مع الثوار الذين انتصروا عليه في معظم المعارك، مما جعله يلجأ إلى التكتيك الذي خبره في حرب الجزائر، وخاصة منه التنكيل بسكان المخيمات؛ والتعذيب الممنهج الذي فاق في قسوته – أحيانا - ما تعلمه النقيب في قوات المظلات الفرنسية مع البدو والمزارعين الجزائريين. وأدت به الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواته من جراء الكمائن، إلى ابتكار صنوف من العذاب لم تخطر ببال، منها "إرغام المتهمين بممالأة الثوار بالسير مسافات شاسعة على الأقدام، في لظى حر الصحراء وتحت شمسها اللافحة، حتى الإشراف على الهلاك من شدة الإنهاك والعطش، فيقدموا لهم أواني بها بنزين يتصورونه ماء، فيكرعون فيه حتى يبتلعوا جرعات منه، وإذا لم يعترفوا بالتهم تصب عليهم بقية البنزين، وتوقد فيهم النار، فيتحولون إلى عبوات شاردة، يطلقون الصراخ، في مشهد لا يمكن لبشر أن يتحمله"  وكان نصيب نساء أژواد المتهمات باستدراج ضباط الجيش حتى يتمكن منهم الثوار، ضربا آخر مبتكرا من الوحشية "فقد تلقى ضابط تهنئة أسد الصحراء على أنه غسل يديه بدم ساخن لسيدة متهمة بالتعاون مع الثوار، عندما وجدها في أحد معاقلهم ". يتواصل

الصليب الأحمر الدولي: الوضع الإنساني في شمال مالي مقلق جدا

 الأخبار (نواكشوط) ـ أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة جنيف اليوم الاثنين (18 ـ 02 ـ 2013)، أن الوضع الإنساني في شمال مالي ما يزال مبعثا للقلق بشكل كبير.

وقالت البعثة إن النازحين في شمال شرق البلاد يواجهون نقصا حادا في الماء والغذاء في الوقت الذي تبذل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمشاركة الصليب الأحمر في مالي جهودا كبيرة لأجل الوفاء بالاحتياجات الإنسانية الملحة للسكان المتأثرين بالنزاع في الدولة الأفريقية.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مالي والنيجر "جون نيكولاس مارتى"، إن الوضع الإنساني في مالي صعب للغاية، مشيرا إلى أن الوصول إلى مياه الشرب الصالحة في المنطقة الشمالية في البلاد تمثل عنصر قلق كبير بالنسبة للمدنيين النازحين حديثا إلى المنطقة وبخاصة في المدن القريبة من الحدود الجزائرية.

وأضاف "جون نيكولاس مارتي" أن اللجنة الدولية تواصل حوارها مع أطراف النزاع فى مالى، من أجل السماح بزيارة المعتقلين ممن تم احتجازهم مع استئناف العمليات العدائية هناك وذلك فى أى مكان فى مالى وبغرض الوقوف على ظروف احتجازهم ومعاملتهم.

وأكد مارتى أن اللجنة قد تمكنت بالفعل من زيارة محتجزين لدى السلطات المالية فى موبتى وباماكو وسيفارى وتواصل جهودها فى هذا الخصوص على قاعدة السرية التى تمثل أحد مبادئ اللجنة الدولية فيما يخص المعتقلين.
الأخبار + وكالات


قوات "الأكواس" تعيش على تبرعات الماليين

الأخبار/ (شمال مالي ) ــ أعرب العديد من السكان المحليين في الأقاليم الشمالية من مالي عن انزعاجهم من ضعف التجهيزات اللوجيستية و الجاهزية لدى القوات الإفريقية والمالية التي تحارب الإسلاميين في الشمال، والتي أصبحت تعتمد بشكل كبير جدا على تبرعات المواطنين الماليين.
وقد تحدث بعض سكان مدينة (موبتي) ــ في لقاء مع والي الولاية ــ عن غياب التجهيزات اللازمة لدى القوات الإفريقية.

وقالت سيدة بعيد اللقاء "كيف لوحدة من جيش التوغو أن تأتي إلى هنا بدون أي تجهيز، نحن مضطرون لجمع بعض التبرعات لمساعدتهم، ليس لديهم ما يطعمون به أنفسهم أو يؤدون به واجباتهم لقد باتوا يعيشون على تبرعاتنا الخاصة".

وفي مدينة "سفاري" على بعد 650 كلم من باماكو، ألح الجنود السنغاليون على ضرورة منحهم غرفا مكيفة في فندق المدينة.

وقال صحفي إسباني يقيم في فنقد سفاري ــ في حديث لـ"الأخبار" ــ إن ضابطا سنغاليا ألح بشدة على منحه غرفة مكيفة في الفندق، "رغم أن كهرباء المدينة محدود جدا، وينقطع أغلب الوقت".

وتمول دول الإكواس الحملة العسكرية الإفريقية في مالي، ودعا قادتها في أكثر من مرة دول العالم إلى مساعدتهم في تمويل العملية العسكرية في البلاد وتدريب القوات الإفريقية لتصبح قادرة على مواجهة الإسلاميين.

مدن بلا حماية

رغم وصول العديد من أفراد القوات الإفريقية ومئات الجنود الفرنسيين للأراضي المالية وتفعيل الجيش المالي بشكل أكثر فإن معظم مدن الشمال ينعدم فيها أي وجود لهذه القوات، وتعيش بلا حماية أمنية.

فعلى بعد 25 كيلومترا من مدينة "جيابيلي" حتى مشارف تمبكتو مرورا بمدينة "ليرا" على الحدود مع موريتانيا وصولا إلى مدينة"ينافوكي" (التي سيطر عليها الإسلاميون لأشهر) يغيب أي أثر للقوات الفرنسية أو الإفريقية، أو حتى الجيش المالي.

ويقول مواطن مالي تحدث لـ الأخبار "لقد أصبح السكان يقومون بالمهام الأمنية المفترض أصلا أن يقوم بها الجيش، نعتقل الأشخاص ونسلمهم للجيش، لكننا في بعض الأحيان نشعرهم بأننا اعتقلنا شخصا مشتبها به، لكنهم لا يتمكنون من الوصول إلينا، الوضع محير، لقد اعتقلنا أخيرا شخصا نعتقد أنه إرهابي وطلبنا منهم القدوم لاستلامه، لكن لم يفعلوا ذلك، ربما هم عاجزون".

غياب هيبة الدولة

وفي مطار مدينة سفاري، تغيب هيبة الدولة المالية، ويمسك الفرنسيون إدارة كل شيء، حيث يرفض الماليون القدوم على أي خطوة قبل الحصول على الضوء الأخضر من العسكريين الفرنسيين.

فقد حاول موفد "الأخبار" الدخول إلى مطار سيفاري لتصوير هبوط طائرات عسكرية فرنسية، غير أن الجنود الماليين رفضوا السماح له بدخول المطار، و طلبوا منه الحصول على إذن من الفرنسيين لدخول المطار.

حماية سانوغو

على صعيد آخر أكد صحفي مالي ــ تحدث لـ "الأخبار" ــ أن الأسلحة التي كانت محتجزة في ميناء غينيا كونا كري حولها قائد لانقلابيين سونوغو لحمايته الخاصة، بعد أن تعهد بإرسالها للشمال لمواجهة من سماهم "الإرهابيين"، والمخدرات والتهريب.

وعلق الصحفي ــ الذي تحدث لـ"الأخبار" وفضل عدم ذكر اسمه ــ "لقد استخدم الأسلحة لحماية نفسه وترك الجنود بلا عتاد".

احتجاجات لنساء عاريات

وقبل أيام نظمت العشرات من زوجات الجنود المقربين من الرئيس السابق توماني تورى المعروفين محليا بأصحاب "القبعات الحمر" مظاهرة نددوا فيها باستهدافهم، مطالبين فيها بإنصاف أزواجهم.

وخرجت النساء إلى الشارع في المظاهرة وهن عاريات تماما، ما أثار ضجة في الحي الذي شهد المظاهرة وأثار استغراب السكان.

وجاءت هذه المظاهرات بعد هجوم جنود ماليين في باماكو على ثكنة لعسكريين مقربين من الرئيس السابق أمادو توماني تورى.

وسبب هذا الهجوم (الذي يجسد الانقسامات العميقة داخل الجيش المالي الذي هزم في 2012 على أيدي المجموعات الإسلامية والطوارق)، رفض "القبعات الحمر" مغادرة ثكنتهم في العاصمة للالتحاق بوحدات أخرى لمحاربة الإسلاميين في الشمال.

السبت، 16 فبراير 2013

شبح التنصير يهدد مالي بعد انتهاء العمليات العسكرية


شبح التنصير يهدد مالي بعد انتهاء العمليات العسكرية 06-02-2013  |  مركز التأصيل للدراسات والبحوث
قد بلغت القدرات المالية التي تملكها الكنيسة أرقاما مذهلة , فقد أنفقت المسيحية العالمية المنظمة في الثمانينات من القرن الماضي 145 بليون دولار , ويعمل في أجهزتها 4 مليون عامل متفرغ , وهي تدير 13000 مكتبة عامة , وتنشر 22000 مجلة بمختلف اللغات عبر العالم , وتنشر 4 بلايين نسخة من الكتب في العام الواحد , وتدير 1800 محطة تلفزيونية وإذاعية في العالم


أرسل الله تعالى عيسى عليه السلام رسولا إلى بني إسرائيل خاصة , كما أرسل من قبله كثيرا من الأنبياء والمرسلين إلى أقوامهم خاصة , ولم يبعث رسولا إلى الناس عامة إنسهم وجنهم إلا محمدا صلى الله عليه وسلم .
ومن يقرأ آيات القرآن يكتشف ذلك دون عناء , فجميع الآيات المتعلقة بعيسى عليه السلام كان النداء فيها خاص ببني إسرائيل ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) الصف/61 فالخطاب واضح وصريح أن عيسى ابن مريم رسولا إلى بني إسرائيل خاصة ( رسول الله إليكم ) والآيات في هذا الخصوص كثير واضحة , بينما خاطب الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) سبأ /34 ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء/21
ومع أن دعوة الإسلام رحمة للعالمين كما جاء في القرآن الكريم , ومع أن الله تعالى هو الذي اختار الإسلام ليكون دينه العالمي , ولم يختر اليهودية ولا النصرانية , إلا أن اليهود والنصارى قابلوها بالكراهية الشديدة وناصبوها العدء المستمر الدائم , من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا , يحملون النقمة في قلوبهم على اختيار الله عزوجل , والحقد والسوء على الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء الكون قال تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) البقرة/120
لقد حاول اليهود والنصارى القضاء على الإسلام والمسلمين عسكريا , فقامت الحروب الصليبية التي استمرت طوال قرنين من الزمان - القرن الحادي عشر والثاني عشر - ولكنهم فشلوا في ذلك أمام صلابة المسلمين وقوة عقيدتهم وإيمانهم فلجئوا عند ذلك إلى الحيلة والمكر والخديعة, من خلال إنشاء شبكات عالمية لتنصير المسلمين خاصة والناس عامة , رغم ان دينهم في الأصل ليس للناس كافة بل لبني إسرائيل خاصة.
التنصير كما عرفه العلماء: حركة دينية سياسية استعمارية , تهدف إلى نشر النصرانية بين الأمم والشعوب عامة وبين المسلمين خاصة , مقرونة بنبذ غيرها من الديانات الأخرى سماوية كانت أو غير سماوية , والاستمرار بذلك النشاط حتى نهاية الخليقة .
ويستند النصارى في التنصير على نصوص محرفة ينسبونها كذبا إلى الإنجيل والمسيح عليه السلام حيث يقول المسيح : ( فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس ) وقوله أيضا في إنجيل مرقس ( اذهبوا إلى العالم واركزوا بالإنجيل للخليقة كلها , فمن آمن واعتمد خلص , ومن لم يؤمن يدن )
استخدمت جميع السبل والأساليب لتنصير العالم الإسلامي , فبنيت المدارس والجامعات ورياض الاطفال في جميع بلاد المسلمين, ومنحت للمسلمين الفرص الدراسية الغالية في أحضان جامعات الغرب, وشيدت القرى الكاملة بكافة التجهيزات للأطفال البؤساء في العالم لتنصيرهم, وفي كل بلد عربي مركز خدمي اجتماعي للفقراء في الأزقة والحواري خاصة الطبية منها , علاوة على إنشاء النوادي الرياضية والثقافية ودور العجزة ومراكز الرعاية بالأيتام وغيرها من النشاطات الكثيرة التي دخلت في جميع المجالات.
ولكن الفرصة الذهبية التي لا تفوت شبكات ومؤسسات التنصير أبدا , ويعتبرونها من أعظم وأكبر مجالات عملهم ونشاطهم, هي الكوارث الطبيعية من فيضانات ومجاعات وزلازل وغيرها, وكذلك الحروب التي ينشأ عنها بطبيعة الحال اللاجئين والمنكوبين والجرحى, فتقوم شبكات التنصير بإرسال قوافل الإغاثة والمساعدات الغذائية , تتقدمها الإرساليات الطبية مدججة بالأدوية والمستشفيات المتنقلة , لتستغل الظروف الصعبة التي يعيشها المسلمون من فقر ومرض وعوز , لينشروا بينهم النصرانية , كأخبث وأبشع وسيلة لتحقيق أهدافهم.
وإذا كان المسلمون في كل مرة لا يتحركون إلا بعد وقوع المحذور – هذا إن تحركوا - كما حصل في العراق وسوريا وشمال السودان وغيرها الكثير, حيث قامت البعثات التنصيرية بنشر سمومهم بين صفوف المسلمين هناك , مستغلة الحروب والمآسي التي حصلت في هذه الدول , بتقدم المعونات والمساعدات للاجئين والمنكوبين , وتقدم معها النصرانية كدين بدليل عن الإسلام , فلا بد أن يتحركوا هذه المرة قبل فوات الآوان , فها هو أحد الباحثين يحذر وينبه إلى ما سوف يحصل بعد انتهاء العمليات العسكرية في مالي , والوقاية خير من العلاج كما يقال .
 لقد كشف الباحث السياسي بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية ( سيلا علاسان عمر ) أن الاحتلال الفرنسي لمالي سوف تتبعه انعكاسات سلبية على وضع الإسلام والمسلمين في غرب القارة الإفريقية .
وذكر الباحث أن الترتيب الطبيعي بعد انتهاء العمليات العسكرية الفرنسية والغربية , هو أن منظمات المجتمع المدني الفرنسية سوف تحضر بكثافة إلى الداخل المالي , لممارسة أنشطتها التي لا تفصل العمل الإغاثي عن الأهداف التنصيرية , وتوقع (عمر) أن تمارس المنظمات التنصيرية أعمالها شمال مالي , الذي سوف يحتاج حتما إلى العمل الإغاثي , محذرا الدول العربية المجاورة من التقصير في تقديم العون إلى أهالي مالي .
يذكر في هذا السياق أن المنظمات الإغاثية العربية ما زالت ضعيفة جدا إذا ما قورنت بمنظمات المجتمع المدني كما تسمى في الغرب , وبعيدا عن المساهمات الفردية أو الجمعيات الخيرية الإسلامية , ليس هناك وجود حقيقي فعال للمؤسسات الإغاثية العربية والإسلامية الكبرى كتلك الغربية التي تظهر بعد كل كارثة أو حرب أو مصيبة عالمية .
والحقيقة أن الأموال العربية والإسلامية المملوكة لأفراد أو مؤسسات أو دول , لم ترق إلى اليوم لفعل شيء في هذا المجال كما هو حاصل في الدول الغربية التي تشرف على عمليات التنصير في العالم بنفسها , باسم منظمات المجتمع المدني ولجان الإغاثة والمساعدات الإنسانية .
لقد بلغت القدرات المالية التي تملكها الكنيسة أرقاما مذهلة , فقد أنفقت المسيحية العالمية المنظمة في الثمانينات من القرن الماضي 145 بليون دولار , ويعمل في أجهزتها 4 مليون عامل متفرغ , وهي تدير 13000 مكتبة عامة , وتنشر 22000 مجلة بمختلف اللغات عبر العالم , وتنشر 4 بلايين نسخة من الكتب في العام الواحد , وتدير 1800 محطة تلفزيونية وإذاعية في العالم , كما أنها تهتم بالمنصرين العاملين لديها وبعائلاتهم بدءا بتأمين البيت والأثاث والصحة للمنصر وانتهاء بتعليم أولادهم وأسرهم في أرقى مدارس وجامعات العالم , بشكل لا يجعلهم يحتاجون لأي شيء, و يتفرغ المنصر تماما لعمله التنصيري .
فأين أموال المسلمين الكثيرة من الدعوة إلى الله تعالى وإلى دينه الإسلام ؟؟ التي لو أنفق جزء منها - مقارنة بالأرقام الخيالية المذكورة المنفقة على التنصير – لعم الإسلام البسيطة كلها , ولما رأيت شبكات التنصير تصول وتجول في العالم العربي والإسلامي لتخرج الناس من النور إلى الظلمات